سبب الجذور
ر.ع.1
ملاحظة : الكتاب يتوفر في مكتبة النادي لمن يرغب في إطلاع عليه
مجموعة قصصية
تأليف : فايزة خميس اليعقوبي
الطبعة الأولى : ٢٠٠٨
عدد الصفحات : ١٠٣
مؤسسة الانتشار العربي
في النصوص القصصية للراحلة ، والتي أتيح للمرء الاطلاع عليها ، تتجاور الموهبة الأصيلة والوعد الراسخ مع ارتباكات البداية ، ولكن أي جور وفجور أن يتحدث المرء عن «ارتباكات البداية» في نصوص زميلة وصلت إلى أقصى تخوم تجربة وموهبة الحتف قبله؟
ليس الإبداع الحقيقي إلا محاولة صعبة نحو صمت الخليقة الأول ، هناك حيث ، في البعيد البعيد ، ترفل فايزة بأثوابنا ، وأحلامنا ، وانكساراتنا جميعاً .
وفي نصوصها القصصية تلك يشاكسها الشعر في ما يكاد أن يكون تقليداً في القصة العمانية القصيرة ، فتحاول أن تتملص منه وأن تتورط فيه معاً ، وأن تغزل القص في نسيج حكاياتها الآسرة ، وتتردد في الإفشاء كمن لا يريد أن يقول شيئاً عن الكثير الذي لديه . إنها أنثى تجيء إلى البوح في مناخ اشمأز حتى الذكور من ذكوريته ، فيا لصعوبة مهمتها ، ويا لنبل مسعاها . تجمع في أحد نصوصها بين ما تسميه «التشابه المفضي إلى العدم» وإشارة لاذعة إلى برنامج «السياحة في بلادي» .
من المرجح أن فايزة كانت تدرك أن «السياحة» هي أيضاً مفهوم صوفي مارسته هنا ، في بلادها ، أرواح كبيرة مثل عبدالله القرموشي ، وذلك بمعنى التطواف المتأمل على الأرض قبل مغادرتها . لكن القرموشي ، الذي يتردد في الأثر انه عبر المسافة من قريات إلى مكة ، وفي رواية أخرى من اليمن إلى مكة ، سيراً على القدمين ، حين سئل في أواخر عمره «كم سنة سحت في الأرض؟» فاجأ سائله بالإجابة التالية : «تسألني كم سنة سحت في الأرض ، وكان من الأجدر بك أن تسألني كم
سنة سحت في بطن أمي ! »







Reviews
There are no reviews yet.